استذكار جرائم الدولة العثمانية
في مثل هذا اليوم من عام 1892 قامت الدولة العثمانية بارتكاب ابشع الجرائم ضد الشعوب الامنة فقد قتلت من الارمن مايقارب مليوني شخص ،وقتل من الايزيديين في مدينة الموصل وحدها اكثر من ثمانية الاف شخص ناهيك عن ما تم قتلهم في ولات وسنجار وتركيا والفارين الى دول القوفاز والمستسلمين تحت ارهاب الدولة والقتل ؛ ونحن نستذكر هذا العمل المشين بذكراه السنوي نطالب المجتمع الدولي والقوى المحبة للسلام ان ترد الحقوق الى اهلها وتساند قضيتنا بالضغط على تركيا بالاعتراف بالمذابح التي ارتكبت ضد الايزيديين والارمن وتعويضهم واسترداد حقهم لقد كان الاناضول بكاملها قبل هذا التاريخ من الارمن والايزيديين والان لم يبقى منهم في هذه المناطق الا بعض المئات نتيجة ماتعرض من تطهير عرقي ، والافت للانتباه ما يذكره ( ويكرام ) صاحب كتاب ( مهد البشرية ) عن الايزيدية في زمن المجازر، حيث يقول ما نصه ( بقي علينا ان نذكر هنا نجاة الايزيدية من المذبحة ففي هذه المجازر الدموية لا يتسع للمرء الا ان يعجب لبقا ءهم) في الحقيقة لم يكن الايزيديون بعيدون عن الاضطهاد العثمانيين كما يتصور( ويكرام) ولكن يبدو ان اركان الحكومة العثمانية يومذاك وجدوا صعوبة في القضاء على الايزيديين ، بسبب وجود زعماء ايزيديين لهم نفوذ و سلطة في مناطقهم ، لذا تجنبت الدولة العثمانية الاصطدام بهم لحين ان يتسنى لها الفرصة المواتية للفتك بهم ايضا كما فعلت بالارمن وعلى مايبدوا لهذا السبب وقف الأيزيديون مع الأرمن وساعدوهم حيث اشار العديد من المؤرخين الى تلك الحقيقة و منهم من هو ارمني فعلى سبيل المثال يذكر اسحاق ارملة ما قام به الايزيديون و خصوصا زعيمهم في جبل شنكال حمو شرو من جهود ، لحماية المسيحيين الارمن و حقن دمائهم في تلك المرحلة العصيبة ، كما ان المصادر الانكليزية تؤكد ذلك ايضا حيذ يذكر ( لوك ) عن ذلك (( .. يجب ان نذكر التصرف الصحيح و الحسن للايزيديين ففي الحرب العالمية الاولى ، و بالرغم من الاضطهاد الشديد ضدهم ، فقد اطوا الملجا لمئات الارمن من الذين نزحوا من دير الزور الى جبل شنكال خلال مذابح الارمن الكبرى و رفضوا تسليمهم بالرغم من تهديدات الاتراك )) ولكن الايزيديون لم يكون بافضل حال من الارمن بل تصدى رجال جبل سنجار للقوات الغازية وهزموا والحقوا بهم خسائر فاضحة، كما تذكر المس بيل ان الايزيديون اضهروا عطفا كبيرا على المسيحيين و لذلك اوو عندهم عدد كبير من الارمن اللاجئين الى جبل شنكال و تقول( الليدي درور ) بهذا الصدد و هذا نصه (( و لليزيدية شهرة خاصة شائعة في حب الخير و الاحسان . فلقد بلغني ان قرابة 400 لاجئ خلال الحرب العالمية الاولى اندفعوا صوب سنجار و استجاروا شيخها الايزيدي المعروف ( حمو شرو ) فاجروهم هذا السرى و قد عرفه الناس دوما ينقذ المكروب ، ويعسف المحروب و يعين الناس على نوائب الدهر وهكذا وجدت 100 اسرة لاجئة بائسة الماكل و الماوى في قرية الشيخ المذكور نفسه ...
حسن صالح الشنكالي