قراءة في البيان التوضيحي من قوة حماية ايزيدخان

قراءة في البيان التوضيحي من قوة حماية ايزيدخان
وسام جوهر
السويد 2016-12-18

لقد جاء هذا البيان سريعا بعد الموجة الغاضبة التي عمت الشارع الايزيدي بسبب التصريحات التي نسبت الى الاستاذ حيدر ششو قائد قوة حماية ايزيدخان بخصوص مسألة الهوية الايزيدية و الجدل الساخن حولها.
ينفي البيان ما نسب الى الاستاذ حيدر ، الا ان النفي ليس جازما قاطعا حيث ورد " … أننا في الوقت الذي ننفي ما نسب إلينا من كلام وبتلك الصياغة التي تم ترتيبها لغايات خاصة …." انتهى الاقتباس
ان عبارة و بتلك الصياغة و ترتيبها لغايات خاصة تحمل بين الكلمات ان ثمة كلام بالاتجاه الذي نسب اليه الكلام قد ورد الا انه تم تقديمه بشكل يخدم غايات خاصة في اشارة الى غايات سياسية لصالح طرف سياسي على حساب طرف اخر.
يمضي البيان ويقول كلاما يحتمل عدة تفسيرات ومن ذلك غموضا تعودنا عليه.، والا فما معنى ان قوة حماية ايزيدخان واحدة من الفصائل الايزيدية العاملة على الساحة تقف على مسافة واحدة من جميع الايزيديين؟! لو قال البيان ان قوة حماية ايزيدخان تقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف السياسية الكوردستانية و العراقية لكان في ذلك معنى و مغزى واضحين.
يقول البيان " .. سنكون مع ما يختاره الأيزيديين لأنفسهم ليس بخصوص الهوية فحسب وانما في جميع مجالات الحياة" التفسير الذي نريد بكل حسن نية و امل ان نقرأه هنا هو انفتاح هذا الفصيل الايزيدي المهم في الساحة الايزيدية على حوار بناء وهادف يصبو الى ما فيه خير هذا الشعب المغدور.
نقتطف من البيان التوضيحي "قدمنا تضحيات جسام من الأرواح والممتلكات ليس لغرض آخر إلا لبقاء الأيزيديين وهويتهم الدينية التي ابادونا بسببها وليس لأسباب أخرى" انتهى الاقتباس
اذن فان قوة حماية سنجار تعلن عن رايها لكي لا نقول موقفها الحاسم حول مسألة الهوية الايزيدية ، على ان الايزيديين اصحاب خصوصية دينية، بسببها حصريا تعرضوا الى كل هذه الكوارث، في اشارة ضمنية على ان الايزيديين اكراد بخصوصية دينية واذا كان هذا هو فعلا ما يخفي خلف الصياغة الضبابية هذه، يكون ما نسب الى الاستاذ حيدر و من حيث الجهور صحيحا وان اتت الصياغة غير موفقا من وجهة نظره.
ما تبقى من البيان التوضيحي يؤكد على تجنب قوة حماية ايزيدخان من اتخاذ موقف صريح وواضح من جدل الهوية الايزيدية بذريعة وجود اولويات اخرى اهم من هذا الجدل ، كتحرير الاسرى و الارض و اعادة توطين الايزيديين في مناطقهم. تفسيرا قد يبدوا للوهلة الاولى منطقيا لكن اهمية جدل الهوية لا تكمن في نقاش بيزنطي سفسطائي ابدا بل في كون الحقوق و الاستحقاقات في العراق و حتى كوردستان انما يتم حول استقطابات هوياتية اي على اساس الهويات باشكالها والوانها القومية و الدينية المذهبية، اي ان من لا هوية واضحة له لن يكون طرفا في المعادلة السياسية الجارية…. بمعنى اخر كل ياخذ حقه حسب هويته… وعليه نرى عدم صحة الراي القائل دعونا اولا كذا و كذا قبل ان نتكلم عن الهوية!
فلا يجب ان يكون الامر خيارا بين هذا و ذاك بل الاثنان يجب ان يتناغما يدا بيد و خطوة بخطوة، فما نفع جدال الهوية بعد ما يتم حسم الامور ورسم الخارطات السياسية و الادارية الجديدة دون ان يكون لك شراكة في صنع القرار… وما قيمة التذمر والندم بعد ذلك؟
نريد بصفاء النية ان تكون قرائتنا للبيان التوضيحي منصبا على ان تتحمل قوة حماية ايزيدخان مسؤوليتها و تشارك الفصائل الاخرى في الحوار الدائر لتغنيه و لتكون طرفا فاعلا في توحيد الخطاب الايزيدي و بلورته في صيغته المقبولة من لدن غالبية الشعب الايزيدي و ليكون لهذا الخطاب الموحد بعدها جهة تحمل هذا الخطاب الى المشهد السياسي الكوردستاني و العراقي لما فيه خير الجميع على اساس العدالة و الانصاف.